إن فكرة توظيف المذاهب الفنية الكبرى التي عرفتها الآداب والفنون الأوروبية في مدى ثلاثة قرون وصلتنا متأخرة زمنيا ومستحدثة في الفكر المسرحي المغاربي مقارنة بالأدب المسرحي المشرقي والعربي عموما، وربما فكرة الانزياح أو التقيد بتيار خاص أو مذهب معين يحدد الاتجاه الفني الفكري لصاحبه كاتبا أو مخرجا مسرحيا كان لم تكن من القضايا التي أرقت بال وعقل روّاد المسرح المغاربي بقدر ما كانت تشغلها مسألة التأصيل، لكن مع تطوّر الوضع ودعوات التجديد لمسرح مغاربي يرقى لمواصفات المسرح العالمي والتي اندرجت ضمن دعوات التجديد في نظرية الأدب العربي الحديث والظاهرة الفنية عموما تغيّر الأمر -بين واقع المجتمعات العربية التي لا تستطيع ـــــ مع الأسف ـــــــ أن تتطوّر فكريا بالسرعة التي تتطوّر بها نظريات الأدب والفن المستوردة من أوروبا بفضل انتهاجها نهج المذاهب الفكرية الكبرى العالمية  كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية- وصار ضرورة ملحة تفرضها حاجة المعرفة بهذه المذاهب لمفكرينا المسرحيين والنهل من كل اتجاهاتها الفنية المتشعبة للإبداع الممنهج والمبني على أسس ومعايير المسرح العالمي كتابة وإخراجا.