.

مقامات البصائر

التصنيف:

الرقم الدولي

للكتاب : 978-9931-706-65-6
170mm X 240mm

هذه مقامات لم يروها عيسى بن هشام وإن كان فيها سجع الكلام، ولم يحك فصولها الاسكندري وإن كان بيانها من الحريري. هي لا تقصّ حكايات الشطار ولا تذكر بديع الأشعار، بل هي شرارات عقل أبصر الأمة تتآكل وهي نفثات قلب أبصر الإخوة تتقاتل، فاضطربت الكلمات ثقالا واصطفت الجمل أهوالا، تحذر من المجهول وتنذر القاتل والمقتول.

كانت جريدة البصائر لها ميدانا وكان المحبون لها آذانا، فمنهم من يلقاها بالحبور السعيد ومنهم من يلقاها بالوعيد الشديد، ويكفيها أنها وصلت إليهم في زمانها وأعلنت عن نفسها في أوانها، فما تلعثمت إن خالفت متفقا وما بطرت إن لقيت مصفقا.

          رأى الناس ما يليهم من الأكمة ورأيت وراءها أجمة، فيها سباع وضباع وأمتي يستبد بها النزاع والصراع، ورأيت حاكمين ولغوا في الفساد وزين لهم الشيطان الاستبداد، ورأيت شبابا أقضّ مضجعهم الجمر وكوى جنوبهم الفقر، وما منهم إلاّ قوي الزند حديد الوعد، ورأيت جموعا تندفع تحلم بالنهار ومن وراء الحجب يهودي يجوس في الديار.

          والآن طوى الزمان سنين عددا ودفن ما كتبت وصيرها بددا، فراجعتها ولكنها صارت عليّ في فترة شاهدة وفي البصائر حية خالدة، فعزمت أمري على إحيائها كما نفثتها أول مرة، وها إني أخرجها كما نسجتها فكرة فكرة.

لا توجد آراء حتى الآن. كن أول من يقدم رأيه في هذا المنتج.