دخلت يمينة غرفتها لتنام، بعدما نام أولادها، لكنها لم تستطع النوم، كانت تستلقي على فراشها، ثم تتركه ثم تعود إليه، ثم تُشغِل المصباح ثم تطفئه مسترجعة ما ألمَّ بها في هذا اليوم العصيب. قلقها كاد يخنق أنفاسها ويقتلها، استلقت على ظهرها مرة أخرى وحاولت أن تغمض عينيها علها تنام، لأن ما ينتظرها في اليوم الموالي أَمرٌّ من الحنظل سيحملون جثمان مصطفى -رحمة الله عليه- إلى مثواه الأخير. لكن دون جدوى، فانفجرت بالبكاء والناس نيام كأنها تتصارع مع قساوة الحياة وشدة الأيام بمفردها وحِيدَة لا حول ولا قوة لها.....