رأيتها في شرفة المنزل وهي تتدلّى على حبل الملابس لتجمع ما جف منها...كانت ترتدي ثوباً أحمر حريرياً، تركت لشعرها العنان ليضل في متاهات مكتنز، ويحجب الجيد والكشحين، ثمّ تنتثر بعض خصلاته لتداعب صدرها المرمري الناعم... سألت عنها ، أنبأك أحد جيرتها أنّها «لطيفة» بنت سليم...ظللت ترصد حركاتها وسكناتها... عرفت عنها الكثير بعد ذلك.. راقبتها في خفاء وهي تتوجه إلى الحمام، أو تقضي بعض شؤونها ... ازداد إعجابك بها، فاقتنعت بالزواج منها. إن. هي إلا أشهر معدودات حتى وقع القرآن، استغرقت شهرا لا تفكر في غير نفسك وإشباعها منها، ثمّ غدوت تتمنى ما يتمناه كل أب جديد.. أن تجد البذور التي تزرعها حقلا خصباً... كانت لطيفة واثقة من طيبة تربتها وصلاح مخزونها ، لذلك ظلت تنظر إلى سنابلها بزهو وكبرياء ... ثم تروح تناجي نفسها : (إنْ هي إلا أسابيع قلائل ويخضّر الحقل، وتنضج الثمرات التي أجهدت نفسي، ، ويكون....هناك ولد ، أو بنت ؛ أو أكثر ؛ لتمتلئ ساحة منزلنا أنغاما حلوة، وتنقلب صحارينا إلى جنة ساحرة.....
لا توجد آراء حتى الآن. كن أول من يقدم رأيه في هذا المنتج.