.

عرائض ومذكرات نموذجية وأحكام وقـرارات مثاليـة

التصنيف:

الرقم الدولي

للكتاب : 978-9931-908-78-5
170mm X 240mm

أنقل تجربة ميدانية، من الاشتغال في وظيفة القضاء من المحاكم الابتدائية، الى محاكم الاستئناف والغرف الادارية الملحقة وقتذاك بتلك المجالس القضائية، عندما كان القضاء في الجزائر شبه موّحد وبعد أن أصبح مزدوجا ولكن قبل تنصيب المحاكم الادارية، ومن تلك الجهات العادية او شبه العادية الى المحكمة العليا.

بعد تلك الفترة الملأى بالعقوبات التأديبية التعسفية بالنقل الاداري التلقائي من هنا الى هناك الى هنالك، جاءت مرحلة المحكمة العليا، فاكملت مساري القضائي بالمرور على كل الجهات القضائية العادية منها والادارية ) الغرف الادارية ( فكانت النهاية بالمرور بمحكمة النقض، وبمجرد ان بلغت الحد الادنى من سن التقاعد، اسرعت الى تقديم طلب الاحالة على التقاعد، وتمسّكت بالطلب وألححت على الحصول عليه.

بعدها اشتغلت بالمحاماة، مع الاهتمام اكثر بالتأليف في القانون والتاريخ، فقد كنت اسجّل كلّ صغيرة وكبيرة تمرّ بي أو أمرّ بها، ادّخرها لما بعد التقاعد، والقانون والتاريخ مادتان من العلوم الانسانية، وتلك علوم تتداخل بالاقتصاد والاجتماع وعلم النفس والجغرافيا والسياسة. 

كنت أسجّل كل الوقائع القضائية والفرضيات القانونية، في وقت كان آخرون يشيّدون المباني الفاخرة والقصور الملكية والأميرية، قصور الفخامة والمعالي والسعادة والسيادة في البرّ وشطوط البحر، ولم أندم يوما على ما يعتبره اولئك مضيعة وقت بالاشتغال بما لا يفيد ماديّا، لا يجعل صاحبه يبني فيلاّ باهرة ولا يمتطي سيارة فاخرة، يعيش في وسط صغار الموظفين والتجار والفلاحين والحرفيين البسطاء، يرتاد الاسواق الشعبية في المدينة الجديدة والحمري والضاية والاسواق الاسبوعية، خلال العشرية الحمراء (1992/ 1999) في وقت فرّ البعض الى الخارج واختفى آخرون في الداخل.

انقل هذه التجربة عن طريق منهجية الاستقراء والاستنباط، واسلوبي التحليل والتركيب، والمقارنة والتفسير بأنواعه.

لا توجد آراء حتى الآن. كن أول من يقدم رأيه في هذا المنتج.