بعد أن تخطت البشرية عبر تطورها الحضاري الطويل مرحلة "الثورة الزراعية" التي نشأت في رحابها الحضارات القديمة ، دخلت منذ حوالي ثلاثة قرون إلى مرحلة "الثورة الصناعية" التي أحدثت تطورات مذهلة في المجتمعات الإنسانية لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية وحدها ، وإنما امتدت إلى مجال العلاقات الاجتماعية والسياسية على الصعيدين الداخلي والدولي ، مما كان له أثر واضح على تطور علم القانون وفلسفته.

ويبدو أننا نشاهد الآن نهاية الحقبة الصناعية بعد أن بدأت أول مراحل الثورة الثالثة في تاريخ الحضارة الإنسانية ، وهي "ثورة المعرفة"أو ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات"التي أدخلتها إلى عصر العولمة وتدويل الإنتاج ، وهو العصر الذي لم يعد الصراع فيه صراعا بين من يملك ومن لا يملك أو صراع بين اليمين واليسار أو الرأسمالية والاشتراكية ، أو الشمال والجنوب ، وإنما صراع بين من يعرف ومن لا يعرف.