.

الطرق البديلة لحل النزاعات في قانون الإجراءات المدنية والإدارية

التصنيف:

الرقم الدولي

للكتاب : 978-9931-255-90-1
160mm X 230mm

لعل التحكيم هو أقدم الوسائل التي ابتكرها الإنسان لفض ما قد ينشأ بينه وبين أقرانه من منازعات بسبب أو بمناسبة حياته اليومية، وهي فكرة نشأت بداية مع وجود الإنسان على الأرض وطورها الإنسان نفسه حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من حال.
وليس في الإمكان أن نستبعد من الأذهان أقدم صورة فطرية للتحكيم في نزاع، وهو النزاع الذي نشب بين قابيل وشقيقه هابيل حول أيهما أحق بالزواج من شقيقة هابيل، وقد كان العرف السائد أنذاك هو أن يتزوج الشقيق بشقيقته بشرط واحد وهو ألا يكون توأما لها... فكان الزواج يتم مع المغايرة في الشريك في الرحم في نفس فترة الحمل. بيد ان قابيل رأى نفسه أحق من شقيقه هابيل بتوأمه لما كانت تتمتع به توأم قابيل من جمال وحسن، بالنظر إلى توأم هابيل.. ولم ين الحل المقبول منهما إلى الإحتكام إلى السماء. وقد أورد القرآن الكريم في عبارات محكمة الصياغة ما حدث في هذا الصدد، فقال تعالى في سورة المائدة "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر . 
  وفي حياة نبي الإسلام قبل الرسالة المحمدية، ما يدل على قبول فكرة التحكيم حيث احتكم أهل قريش إلى الشاب الورع محمد بن عبد الله في واقعة حمل الحجر الأسود، فكان أن خلع ردائه أو إزاره ووضع عليه الحجر الأسود وطلب من زعماء قبائل قريش الإمساك بطرف من الرداء، فتمكنوا جميعا من حمله، فتجنبت بذلك قريش كلا خلافا لا يعلم أحد مداه إلا الله، إن ترك بغير حسم.

لا توجد آراء حتى الآن. كن أول من يقدم رأيه في هذا المنتج.