الطّريق الأبديّ للصّدقات

إذا كنت منغمسًا ومستغرقًا تمامًا في إجراء أي نشاط اجتماعي أو مهني، فقد تمر بحالة ذهنية يُعرِّفها علماء النفس بحالة "التدفق"، حيث يتملَّكك التركيز وتجد شعورًا بالمتعة خلال إجراء هذا النشاط. فقد يساور البعض هذا الشعور الممتع من حالة التدفق أثناء ممارستهم الرياضة، بينما قد يمر آخرون بمثل هذه التجربة أثناء المشاركة في نشاط مثل الرسم أو القراءة أو صيد الأسماك. وبالنسبة إلى البعض الآخر، قد ينطوي هذا النشاط على تقديم المساعدة للأشخاص، أو رعاية الحيوانات أو النباتات، وهو الأمر الذي يتعلق بطريقة أو أخرى بحالة الروح الّتي تم تقديمها في ثنايا هذا الكتاب وعنوانه "الطّريق الأبديّ للصّدقات". والواقع أنه خلال إجراء أي نشاط قائم على الصدقات، ستنعم بشيء من السكينة في قلبك، وأحيانًا قد تغمر دموع الفرح روحك ابتهاجًا؛ ما يعني أنك سلكتَ سبيل السعادة عندما وضعتَ مسار حياتك على الطّريق الأبديّ للصّدقات. ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن الغرض من خلق الإنسان وسائر المخلوقات هو عبادة الله وحده، ومن ثَمَّ فإن مساعدة الآخرين ترتقي إلى أسمى العبادات.