استراتيجية الصراع العسكري الجزائري الفرنسي

عرفت الثورة التحريرية في سنتها الأولى تحديا كبيرا في مجال تموين الثورة بالسلاح ولذلك أسست قواعد لها في ليبيا الشقيقة وربطتها بشبكة مرور عبر تونس الشقيقة، كما تعاونت خاصة مع المقاومين التونسيين  ونسجت شبكة للتسليح على طول الحدود الجزائرية التونسية، فكانت شبكة منظمة وقوية  أزعجت القوات الفرنسية التي لم تجد لها حلا سوى التفكير في غلق الحدود الشرقية والغربية التي نسق المجاهدون بها جهودهم مع المقاومة المغربية في الريف وتعاونوا مع أشقائهم على تخزين الأسلحة وتمريرها إلى داخل الجزائر الأمر الذي جعل فرنسا تعمل على خنق الثورة ومنع سبل تسليحها  ومن هنا بدأت فرنسا في بناء السد الشائك المكهرب الملغم الذي عرف بسد الموت.           ظهر  الصراع على أشده  وكان قادة الثورة الأوائل يدركون خطورة غلق الحدود وتمركز القوات الفرنسية بها لذلك كانت المعارك الضارية قد دارت على الشريط الحدودي والكثير منها على الأراضي التونسية  والمغربية وخاصة تلك التي قادها رجال القوافل البرية في الصحراء الليبية والتونسية و الذين تحدوا القوات الاستعمارية  وأوصلوا السلاح إلى المجاهدين في الداخل . ولما شرعت فرنسا في بناء السد الشائك مع منتصف 1956 بدا الصراع على أشده في غياب قادة الثورة الاستراتيجيين الذين منعوا القوات الاستعمارية من السيطرة على الحدود.