الجزائر بين: الثورة على الاستعمار والانقلاب على الثّوار(1)

هذا الكتاب من كتابين ، وكل كتاب من جزئين ، تدور أحداثه كلّها حول محور واحد هو الجزائر أثناء ثورة التحرير وبعد الاستقلال، بين 1954 و2016، ملزمة يشّد بعضها بعضا في اطار لزوم ما يلزم من هذا الكتاب ذاته:

الجزءان الأول والثاني كالتوأمين هذا شديد الشبه بذاك، قطبي رحى لا يصلح هذا دون ذاك،أحدهما ثابت والآخر متحرّك،الثابت عنوانه:ثورة التحرير الجزائرية، مواثيق ومؤسسات ورموز تاريخية، والآخر: وقائع وتواريخ في مسيرة بن بلاّ صانع التاريخ.

والجزءان الثالث والرابع شديدا الارتباط أيضا لهما قاسم مشترك جانبه الأول: انقلاب 19 يونيو 1965، وجانبه الآخر: قائد ذاك الانقلاب العسكري العقيد محمد بوخروبة المعروف بهواري بومدين.

ورغم ذاك الارتباط الشديد ، جعلنا هذا الكتاب من كتابين لكبر حجم كل منهما ، فثورة التحرير الجزائرية نجد أن الزعيم بن بلاّ هو من حضّر لها، فجيش التحرير الوطني هو سليل المنظّمة الخاصة الجناح المسلح لحزب الشعب الجزائري )حركة انتصار الحريات الديمقراطية( وهو من كان قائدها، وجبهة التحرير الوطني هو من زرع بذرتها الأولى فأخرجت شطأها، الخليّة الأولى من الثلاثي:  بن بلاّ ومهساس وبوضياف فالعارف المنصف والمؤرخ النزيه يعرف لا محالة أن ثورة التحرير الجزائرية خرجت من سجن البليدة ذات 16/03/1952 بفرار الثنائي بن بلاّ ومهساس، ثمّ كان التنظيم السري الجديد، جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني بقيادة الزعيم أحمد بن بلاّ، خرّيج الحرب العالمية الثانية )1939/1945( صاحب الميداليات والأوسمة والنياشين، كان بطلا في تلك الحرب الكونية وأصبح قائدا لثورة تحرير أنشأها وحضّر لانطلاقها، سلّحها وجنّد لها وقادها بمعيّة نائبيه أحمد مهساس في تونس ومحمد بوضياف في المغرب، ولجنة تنفيذية من 22 عضوا على رأسها محمد بوضياف، المنّسق بين قيادة الثورة في القاهرة وجيش الولايات التاريخية الستة في داخل الجزائر.